تأثير غياب العدالة التفاعلية على الإنحراف الوظيفى دراسة تطبيقية على العاملين بالشرکة الشرقية " إيسترن کومبانى"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

ماجستير الإدارة العامة بکلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة

المستخلص

ملخص:
تهدف هذه الدراسة إلى معرفة مدى تأثير غياب العدالة التفاعلية على إنتشار مظاهر الإنحراف الوظيفى بين العاملين بالشرکة الشرقية " إيسترن کومبانى"، وقد أجريت الدراسة عن طريق إستخدام إستبانة تم توزيعها على عينة عشوائية بسيطة بلغت (391) فرداً. وأظهرت نتائج الدراسة وجود تأثير للعدالة الإجرائية على إنتشار ظاهرة الإنحراف الوظيفى فى عينة الدراسة، حيث بلغ مستوى معامل التفسير (79.3%) والذى يعنى إرجاع (79.3%) من إنتشار مظاهر الإنحراف الوظيفى فى مجتمع الدراسة إلى غياب العدالة التفاعلية، وأن (20.7%) يرجع إلى عوامل أخرى.
 

نقاط رئيسية

التوصیات.

        فى ضوء الإستنتاجات المستخلصة من الدراسة، یمکن وضع عدداً من التوصیات أو المقترحات التى من شأنها الحد من إنتشار مظاهر الإنحراف الوظیفى، ومن أهمها:

  •   ینبغى على المنظمة المبحوثة متابعة واقع العدالة التفاعلیة فیها، ووضع المعالجات المناسبة لإخفاقات إدارتها فى هذا المجال، وذلک من خلال الآتى:

التأکد من أن کافة العاملین یتم معاملتهم بإحترام وتقدیر وبصورة متسقة ودون تحیز من خلال تبنى سیاسة الباب المفتوح بین الإدارة والعاملین للإستماع إلى وجهات نظرهم.

ضرورة توفیر مناخ عمل یسوده الإحترام المتبادل بین العمل وزملائه من جهه والعمل والمدیر والإدارة من جهه أخرى، فشعور العامل بالإحترام والتقدیر ینعکس على سلوکیاته وادائه فى العمل.

التعامل بجدیة مع الشکاوى المقدمة من قبل العاملین فیما یتعلق بالعدالة التفاعلیة ووضع المعالجات المناسبة لها.

إفساح المجال أمام العاملین لإبداء آرائهم والتعبیر عن وجهات نظرهم عبر إقامة الندوات والمنتدیات الحواریة، وفتح المناقشات حول أوضاع المنظمة والعاملین فیها.

توعیة المدیرین بضرورة شرح مضامین القرارات المتخذة والمتعلقة بالعمل للعاملین والإهتمام بالرد على إستفسارات العاملین بشأن هذه القرارات.

-      الإیعاز للمدیرین بضرورة توضیح مبررات القرات المتخذة والمتعلقة بالعمل للعاملین.

-  عقد دورات تدریبیة للعاملین، وذلک لتعریفهم بکیفیة توزیع المخرجات الناتجة عن العمل والمتمثلة فى الرواتب والمکافآت وکافة المزایا الأخرى، وماهیة الإجراءات المتبعة فى العمل، وکیفیة اتخاذ القرارات، وکیفیة التعامل مع الآخرین.

-  ضرورة الإهتمام بتنمیة العلاقات الإنسانیة بین العاملین وبعضهم البعض من ناحیة، وبین العاملین والإدارة من ناحیة أخرى، مما یزید من درجة ولاء العامل نحو المنظمة، من ثم الحد من السلوکبیات المنحرفة تجاه المنظمة والعاملین بها.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


مقدمة:

تعود الجذور التاریخیة لمفهوم العدالة التنظیمیة إلى نظریة العدالة أو المساواة التى قدمها آدمز عام 1963م، وتعنى العدالة عند آدامز تناسب إسهامات العامل مع العوائد المادیة التى یحصل علیها من العمل، مقارنة بمن یماثله ممن یقدمون إسهامات مماثلة فى نفس المنظمة أو خارجها، فإن تساوى المعدلین فلیس هناک شعور بالظلم أو عدم المساواة، ولکن هذا الشعور بالظلم یحدث فى حالة عدم تساوى المعدلین مما یولد شعوراً لدى الفرد بالتوتر وعدم الارتیاح یدفعه إلى القیام بسلوکیات للتخلص من هذا الشعور، ومن أبرز هذه السلوکیات سلوکیات الإنحراف الوظیفى (Workplace Deviance)، ولا یقل هذا السلوک أهمیة عن سلوکیات العمل الإیجابیة مثل المواطنة التنظیمیة والإلتزام التنظیمى والولاء التنظیمى وبالرغم من إدراک باحثى العلوم الإجتماعیة والإداریة منذ وقت طویل لمدى أهمیة مبادئ وقیم العدالة کأساس للأداء الممیز للمنظمات ورضاء العاملین فیها، فإننا نلاحظ ندرة الدراسات التى تهتم بدراسة تأثیر العدالة التنظیمیة بأبعادها المختلفة على الإنحراف الوظیفى.

  لقد جاءت هذه الدراسة لتستکمل هذا الجانب وتحاول فهم العلاقة بین غیاب العدالة التفاعلیة وإنتشار مظاهر الإنحراف الوظیفى من أجل الحد من إنتشار هذه السلوکیات فى المنظمات فإن دراسة المحددات والأسباب المؤدیة لهذه السلوکیات لها أهمیة بالغة الأثر.

اولاً: مشکلة الدراسة

نظراً لتزاید الجرائم الاخلاقیة والجرائم المتعلقة بالإحتیالات المالیة فى الکثیر من المنظمات العالمیة اصبح الإنحراف الوظیفى  منذ العقد الماضى قضیة حاسمة لمعظم المنظمات فى العالم فالمنظمات باتت تفقد جزء کبیراً من ارباحها وسمعتها نظراً لفشلها فى الحد من انتشار ظاهرة الانحراف الوظیفى والتى اضحت تتزاید یوماً بعد یوم.

هناک العدید من الأسباب الفردیة والإجتماعیة والتنظیمیة والإقتصادیة التى قد تکون سبباً للإنحراف الوظیفى، فقد اثبتت الأبحاث بشقیها النظرى والتطبیقى أن غیاب العدالة التنظیمیة المدرکة من قبل العاملین فى حیاتهم العملیة من الأسباب الرئیسة للإنحراف الوظیفى، فحینما یشعر العاملون بانهم یتلقون معاملة غیر عادلة فانهم یمیلون الى تجربة مشاعر الغضب والإحباط والرغبة فى الانتقام، وفى ظل ظروف معینة تتحول هذه المشاعر السلبیة الى ممارسة سلوکیات الإنحراف الوظیفى.

 ترتیباً على ماسبق فإن مشکلة الدراسة تتمثل فى توضیح أثر العدالة التفاعلیة فى الإنحراف الوظیفى بین العاملین فى الشرکة الشرقیة " إیسترن کومبانى"، ویمکن تلخیص مشکلة الدراسة فى التساؤل الرئیس التالى إلى أى مدى یؤثر غیاب العدالة التفاعلیة على إنتشار ظاهرة الإنحراف الوظیفى فى فى الشرکة الشرقیة " إیسترن کومبانى " ؟

ثانیاً: أهمیة الدراسة

أ‌.       الإعتبارات العلمیة

تنبع الأهمیة النظریة للدراسة من أن موضوع العدالة التنظیمیة فى حقلى الإدارة العامة وإدارة الأعمال یعد من الموضوعات التى حظىیت بإهتمام کبیر من قبل الباحثین والأکادیمیین فى العالم الغربى إلا أن حقل الإدارة العامة فى العالم العربى لایزال فى حاجة الى مزید من الدراسات فى هذا الشأن، خاصة فى ظل تنامى ظاهرة الإنحراف الوظیفى کإحدى المشکلات التى تواجهها کافة المنظمات ولاسیما فى البلدان المتخلفة والنامیة نظراً لأرتفاع معدلات الأمیة والفقر بها، وازدیاد شعور العاملین بغیاب العدالة التنظیمیة بمنظماتهم، ومن ثم تسعى الدراسة إلى معرفى تأُیر غیاب العدالة التفاعلیة على الإنحراف الوظیفى مما یساهم فى حث الباحثین والدارسین على محاولة إجراء المزید من الدراسات حول هذه الظاهرة وإختبار فرضیات أخرى قد تکون سبباَ فى إنتشارها فى إطار بیئة عمل المنظمات العامة.

ب‌.  الإعتبارات العملیة

تکمن أهمیة هذه الدراسة فى محاولتها للتعرف على مدى تأثیر العدالة التفاعلیة المدرکة من قبل العاملین على إنتشار ظاهرة الإنحراف الوظیفى بالتطبیق على العاملین بالشرکة الشرقیة "إیسترن کومبانى" بالتحلیل الموضوعى، بهدف إمکانیة إستفادة الإدارات العلیا فى المنظمات العامة بصفة عامة والإدارة العلیا والمدیرین فى الشرکة الشرقیة " إیسترن کومبانى " بصفة خاصة فى تکوین إطار متکامل یمکن الإعتماد علیه فى تشخیص نقاط القوة والضعف حول العدالة التفاعلیة المدرکة من قبل العاملین، ومدى علاقتها بظاهرة الإنحراف الوظیفى للحد من إنتشارها .

 

ثالثاً: أهداف الدراسة

تسعى هذه الدراسة إلى تحقیق مجموعة من الأهداف یمکن بلورتها فى الآتى:

  • التعرف على مستوى إدراک العاملین بالشرکة الشرقیة " إیسترن کومبانى " للعدالة التفاعلیة.
  • التعرف على أبرز مظاهر الإنحراف الوظیفى إنتشاراً فى الشرکة الشرقیة " إیسترن کومبانى".
  • دراسة العلاقة بین غیاب العدالة التفاعلیة وإنتشار ظاهرة الإنحراف الوظیفى فى المنظمة محل الدراسة، وبما یساهم فى إجراء عملیات التحسین والتطویر على العدالة التنظیمیة تجنباً للآثار السلبیة المترتبة على غیابها أو عدم توافرها.
  • تقدیم توصیات إیجابیة تساهم فى مساعدة المدیرین فى الشرکة الشرقیة فى تحسین واقع العدالة التفاعلیة.

رابعاً: التساؤلات البحثیة

  تسعى الدراسة، بالإضافة إلى التساؤل الرئیس المذکور سالفاً، إلى الإجابة عن التساؤلات الفرعیة التالیة :

  1. ما مستوى إدراک العاملین بالشرکة الشرقیة " إیسترن کومبانى " للعدالة التفاعلیة ؟
  2. ما هى أکثر مظاهر الإنحراف الوظیفى إنتشاراً فى عینة الدراسة ؟
  3. إلى أى مدى یؤثر غیاب العدالة التفاعلیة على إنتشار مظاهر الإنحراف الوظیفى فى المنظمة محل الدراسة ؟

خامساً: فرضیات الدراسة

        إعتماداً على سبق ذکره عن علاقة العدالة التفاعلیة بالإنحراف الوظیفى، فإن الدراسة الحالیة تضع الفرضیات التالیة:

الفرضیة الرئیسة: یوجد أثر سلبى لغیاب العدالة التفاعلیة على سلوکیات الإنحراف الوظیفى(إنحراف الملکیة، إنحراف الإنتاج، الإنحراف السیاسى، والعدوان الشخصى) لدى العاملین فى الشرکة الشرقیة " إیسترن کومبانى"، ویتفرع منها:

الفرضیة الفرعیة الأولى: یوجد أثر سلبى لغیاب العدالة التفاعلیة على بعد إنحراف الملکیة لدى العاملین فى الشرکة الشرقیة " إیسترن کومبانى".

الفرضیة الفرعیة الثانیة: یوجد أثر سلبى لغیاب العدالة التفاعلیة على بعد إنحراف الإنتاج لدى العاملین فى الشرکة الشرقیة " إیسترن کومبانى".

الفرضیة الفرعیة الثالثة: یوجد أثر سلبى لغیاب العدالة التفاعلیة على بعد الإنحراف السیاسی لدى العاملین فى الشرکة الشرقیة " إیسترن کومبانى".

الفرضیة الفرعیة الرابعة: یوجد أثر سلبى لغیاب العدالة التفاعلیة على بعد العدوان الشخصى لدى العاملین فى الشرکة الشرقیة " إیسترن کومبانى".

 

  1. اولاً: باللغة العربیة

    أ‌.       الکتب:

    1. د. أحمد ماهر، السلوک التنظیمی: مدخل بناء المهارات، (الإسکندریة: الدار الجامعیة 2005م) . 
    2. د. حمدى أبو الفتوح عطیه، منهجیة البحث العلمى : تطبیقاتها فى الدراسة التربویة والنفسیة، (القاهرة: دار النشر للجامعات، الطبعة الأولى، 1996م).
    1. عادل محمد زاید، العدالة التنظیمیة المهمة القادمة لإدارة الموارد البشریة، (القاهرة: المنظمة العربیة للتمیة الإداریة 2006م.).
    2. د. رجب حسنین محمد رفاعى، تحلیل العلاقة بین العدالة التنظیمیة ومستویات الصراع واسالیب إدارته " دراسة میدانیة"،(القاهرة : المنظمة العربیة للتنمیة الإداریة، 2009م).

    ب. الدوریات:

    1. راشد شبیب العجى وآخرون، العلاقة بین بعض المتغیرات الشخصیة وبین الإحساس بالعدالة التنظیمیة وآثرها على الشعور بالرضاء الوظیفى ــــ دراسة تطبیقیة على دولة الکویت، المجلة العلمیة للإقتصاد والتجارة، (جامعة عین شمس: کلیة التجارة العدد (2) 2000م).
    2. د. زکى راتب غوشه، الإنحراف بالوظیفة العامة فى الإدارة العامة – أسبابه وسبل معالجته مجلة دراسات، (عمان: الجامعة الأردنیة، مجلد (10)، العدد (1)، 1983م).
    3. د. محمد مصطفى الخشروم، دور عدالة التعاملات فى تخفیف ضغوط صراع الدور (دراسة تطبیقیة على عناصر التمریض فى مستشفى حلب الجامعى)، مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادیة والقانونیة، ( المجلد (26)، العدد (2)  2010م).

    جـ. مصادر أخرى:

    1. بیانات مأخوذة من الإدارة العامة لتخطیط القوى العاملة والإحصاء بالشرکة الشرقیة "إیسترن کومبانى".

     

    ثانیاً: باللغة الإنجلیزیة

    1. Books :

     

    1. Bies.R. J., &Moag. J. S., Interactional   justice:  Communication    criteria   for fairness, In B.  Sheppard   (Ed.), Research on negotiation in organizations, (Greenwich, CT: JAI Press.Vol. (1), 1986).
    2. Bies. R.,"Interactional (In) Justice: The Sacred and the Profane", In J.Greenberg, & R. Cropanzano, "Advances in Organizational Justice", (Board of Trustees of the Leland Stanford Justice University, Stanford University Press, 2001).
    3. Colquitt J., Greenberg. J ., & Zapata- C.Phelan, ''What is Organizational Justice? A Historical Overview’’, In Greenberg, J., Colquitt, J., Handbook of Organizational Justice". (Lawrence Erlbaum Associates- Inc. New Jersey, 2005).
    4. Sekaran, U., & Bougie, B., Research methods for business: A skill bulding approach, (United Kingdom: John wiley and son Inc, 2010).

     

    1. Periodicals :

     

    1. Analoi, F., and Kakabadse, A., UnconventionalPractices at Work: Insight Analysis through Participation Observation, Journal of Managerial Psychology, (Vol. (7), Issue. (5), 1992).
    2. Bies. R. J.,& Shapiro.D.L, Voice andjustification: Their influence   on procedural fairness judgments, Academy of Management Journal, (Vol. (31), No. (3),1988).
    3. Chan. M. , Organizational Justice and Land Cases, International Journal of Organizational Analysis, (Vol.(8), No. (1), 2000).
    4. Colquitt, J., "On the Dimensionality of Organizational Justice: A Construct Validation of A Measure ", Journal of Applied Psychology, (Vol. (86), No. (3), 2001).
    5. Cremer.D., Procedural And Distributive Justice Effects Moderated By Organizational Identification. Journal of Managerial Psychology, (Vol.(20),No. (1), 2005).
    6. Hollinger ,R., and  Clark , J.,Employee  deviance  a response  to  the perceived quality of the work experience, Work and Occupations,(Vol (9),No.(1), 1982).
    7. Niehoff, B. P. & Moorman, R. H., Justice as Mediator of the Relationship Between Methods of Monitoring and Organizational citizenship Behavior, Academy of Management Journal,(Vol. (36), No. (3), 1993).
    8. O'Leary-Kelly, GJiffin, A.M. R.W.and Glew, D.J., Organization-Motivated Aggression: A Research Framework, Academy of Management Review, (Vol. (21), No. (1), 1996).
    9.  Robinson S.L., and Bennett, R.J., “A typology of deviant workplace behaviors: A multidimensional scaling”, Academy of Management Journal, (Vol. (38), No. (2), 1995).

    10. Robinson S.L., and Bennett, R.J.,, Development of a measure of workplace deviance, Journal of appliyed psychology,(Vol.(85),No.(3),2000).

    11. Warren, D.E., Constructive    and Destructive   Deviance   in Organizations, Academyof Management Review, (Vol. (28), No. (4), 2003).