مازالت دول العالم تبحث عن طرق جديدة تستخدمها في الخروج من الأزمات المالية المتتالية التي حدثت في الآونة الأخيرة وخاصة مع بداية القرن الواحد والعشرين ، بخلاف الطرق والوسائل التقليدية التي اصبحت معروفة لكافة دول العالم ، وفي الأماكن لأي دولة أي كان مستواها الاقتصادي تطبيقها ، ومن هذه الطرق الجديدة استخدام الاقتصاد المعرفي في زيادة الناتج المحلي الإجمالي والتي تعتبر الطريقة الأمثل وتناسب عصرنا الحديث ، خاصة وأن المعرفة أصحبت الوسيلة الأساسية في الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية . كذلك يمثل الاقتصاد المعرفي البوابة الذهبية لعدد من الدول لكي تخرج من دائرة التنمية الاقتصادية والتخلف الاقتصادي إلى دائرة النمو الاقتصادي والتقدم الاقتصادي ، وتلحق بقاطرة النمو لدول العالم ، وخاصة أن العالم اليوم لا يمسح إلا بوجود الدولة القوية ذات السيادة الاقتصادية .
وفي ظل انتشار التقنيات الحديثة في مجال تقنيات المعلومات والاتصالات بشكل كبير وتطور الانترنت على وجه الخصوص ، أصبحت تقنية المعلومات والاتصالات المحرك الرئيس للتغيير الاجتماعي والاقتصادي والسياسي على المستوى العالمي ، ليشمل جميع مناحي الحياة ومنها الحياة الاقتصادية ، حيث ظهر العديد من المصطلحات كالاقتصاد الرقمي ، الاقتصاد الإلكتروني ، اقتصاد الانترنت ، الاقتصاد الجديد ، اقتصاد المعرفة والتي تصب في مصطلح واحد هو الاقتصاد الرقمي الذي يعتمد على وسائل الاتصالات الحديثة وعلى الانترنت ، لذا يطلق عليه مصطلح اقتصاد الانترنت ، والذي يتسم بالعديد من الخصائص التي تميزه .
هذا وقد أسهمت شبكة الانترنت - والتي تضاعف عدد مستخدميها خلال فترة وجيزة – في تحول العالم بأسره إلى قرية كونية صغيرة ، حتى أصبحت نواة الاقتصاد الرقمي ومركز التجارة الإلكترونية ، وقد استطاعت التجارة الإلكترونية والتي تشكل بدورها أحد إفرازات وأهم تطبيقات الاقتصاد الرقمي أن تفرض حضوراً متعاظم الأهمية ، إلى جانب تقنية المعلومات التي أسهمت بشكل كبير في تطوير بيئة الأعمال وإحداث نقلة نوعية في مجال الاتصالات وتبادل المعلومات والذي امتد لكل جوانب الحياة لشمل جميع قطاعات الأعمال .
بعد تحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة من أهم الأهداف التي تسعى لتحقيقها كل دول العالم ، ويعتبر الطرح الجديد للتنمية باعتبار الانسان محور وأساس أي تنمية اقتصادية أو اجتماعية ، من خلال تحسين مستوى جودة الحياة في طليعة اهتمام البشر لما ينعكس بشكل إيجابي على حياة الإنسان النفسية والصحية وبالتالي قدراته على النهوض بالمجتمع وقيادة أي استراتيجية للتنمية تتبناها أي دولة ، أي أن توفر الموارد البشرية التي تتمتع بمستوى حياة مرتفع في نواحي الصحة والتعليم والأمن وغيرها يؤدي إلى تحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ، ومن هنا جاء الاهتمام وسعي الدول إلى تحسين مستوى معيشة الأفراد وتحقيق معدلات ومؤشرات مرتفعة في الرفاهية والازدهار بما يعزز مستوى التنافسية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية .
ويقوم النموذج الجديد للتنمية على أساس أن التنمية هي عملية شاملة ومتداخلة لا تتحقق إلا في ظل الاهتمام بجوانب متعددة في حياة الإنسان , وبالتالي في الوقت الحالي تتعدى التنمية مجرد المفهوم المادي المرتبط بتحسين دخل وظروف عمل الفرد إلى الاهتمام بتحسين جودة الحياة كأساس تقوم عليه أي تنمية ، وقد عزز هذا المفهوم البرنامج الانمائي للأمم المتحدة من خلال اصداره للتقارير السنوية حول التنمية البشرية ، بالإضافة إلى مجهودات الأمم المتحدة في تحقيق الأهداف الموضوعة للتنمية المستدامة والتي في مجلها تسعى لتحسين معيشة الأفراد من خلال القضاء على الفقر والجوع ، وتوفير المياه النظيفة الصحية وغيرها من الأهداف التي ترسخ قيمة تحسين جودة حياة الإنسان .
بدران, محمد حسن الهادي. (2020). دور الإقتصاد المعرفي و الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي، وتحقيق التنمية المستدامة في مصر. مجلة البحوث الإدارية, 38(4), 1-33. doi: 10.21608/jso.2020.223483
MLA
محمد حسن الهادي بدران. "دور الإقتصاد المعرفي و الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي، وتحقيق التنمية المستدامة في مصر", مجلة البحوث الإدارية, 38, 4, 2020, 1-33. doi: 10.21608/jso.2020.223483
HARVARD
بدران, محمد حسن الهادي. (2020). 'دور الإقتصاد المعرفي و الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي، وتحقيق التنمية المستدامة في مصر', مجلة البحوث الإدارية, 38(4), pp. 1-33. doi: 10.21608/jso.2020.223483
VANCOUVER
بدران, محمد حسن الهادي. دور الإقتصاد المعرفي و الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي، وتحقيق التنمية المستدامة في مصر. مجلة البحوث الإدارية, 2020; 38(4): 1-33. doi: 10.21608/jso.2020.223483